حلم طال حتى تحقق بعد 32 عام ولكن هذا الحلم تبخر في غضون أسبوع وجعلت الجميع يشعر بالمرارة المختلطة بأمل نحو المستقبل .
عودة السودان أو صقور الجديان إلى بطولة أمم أفريقيا كانت ممتازة من حيث العودة وكارثية من حيث المضمون حيث خرج المنتخب دون أن يشعر به احد بهزائم ثقيلة أصابت الشارع السوداني بحسرة على وضع المنتخب الذي جعل الجميع يلتف حوله بعد العروض الرائعة التي حققها العام الماضي والتي جعلته مرشحا ضمن أفضل 3 منتخبات في القارة لعام 2007 من قبل الكاف ولكن أخطاء أدارية وفنية قتلت الحلم السوداني .
المنتخب أقام معسكرين واحد في الأمارات ولم يستفد اى شئ لأنه لم يفعل شئ ومعسكر في أسبانيا في أجواء باردة ومباريات مضغوطة في زمن قليل أيضا لم يستفد منها المنتخب لأننا لم نرى اى شئ في البطولة الأفريقية .
منذ الدقيقة الثانية من مباراة زامبيا ظهر مؤشر الفريق هدف أول جعلت الجميع يتيقن من الخروج المبكر وهذا ما حدث خروج بثلاثة هزائم وبثلاثة أهداف في كل مباراة دون تسجيل اى هدف أخطاء فنية فادحة ومتكررة من المدرب مازدا من حيث التشكيل والتكتيك وساعد في الفشل اللاعبون أيضا إهمال في الرقابة والتمركز وعقم هجومي رغم الفرص الكثيرة جعلت المنتخب الأحسن في عام 2007 هو الأسوأ في بطولة أفريقيا (كان) 2008 .
خيبة أمل كبيرة أصابت الشعب السوداني الذي حلم كثيرا بالصعود والتألق في البطولة ولكنه أصيب بخيبة كبيرة من أداء المنتخب وغضب عارم على اللاعبين والمدرب والاتحاد السوداني بضياع هذه الفرصة الكبيرة وعدم استثمارها في هذا المحفل الكبير .
العذر الوحيد للفريق يمكن أن نقول الغياب الطويل والابتعاد عن أجواء هذه البطولة لفترة طويلة جعلت اللاعبين وكأنهم يهابون المباريات والكرة حيث لم يظهر اللاعبون بمستواهم الاعتيادي ماعدا قلة قليلة وهذا بالتأكيد ليس مستوى اللاعبين الحقيقي وأيضا عدم وجود محترف في صفوف المنتخب أثر بشكل كبير أمام المنتخبات المحترفة .
ورغم سلبيات المشاركة الأولى ولكن الأمل في المستقبل والاستفادة من هذه البطولة حيث ستنطلق بعد 4 أشهر تصفيات كاس العالم وكاس أفريقيا معا وهي بداية جديدة نحو صعود جديد للمنتخب الذي تعود على أجواء البطولة ومحاولة العودة في انغولا 2010 الذي أصبح مطلب شعبي لمحو الصورة المهزوزة في 2008 .
حلم 32 عام بالفعل انتهي في أسبوع ولكن حلم المستقبل يداعب مخيلة السودانيين ولكن الحلم فقط لا يفعل شئ يجب أن يكون هنالك بناء على ما تحقق حتى يعود السودان من جديد للبطولة الأفريقية ليس من أجل الظهور فقط ولكن من اجل التنافس هذه المرة.