َمَـــــا أَحْلَى أنْ يُسْجَنَ السّجِينُ فِي سِجْنٍ سَجَّانُهُ لاَ يَسْجُِِن
إلاَّ مَنْ يُسْجَنَ قَلْبُهْ .
في لَيلةٍ و ضُحاها ... سُرِقَت قلوبنا ....
في ليلةٍ و ضُحاها .... بَكَينا الدُّموع ....
تمَسَّكنا بالأمل .... من أنتِ يا امرأة ؟؟؟ ....
من أنتِ يا سيدتي ؟؟؟ ... هل بِجمالِكِ الخلاّب
تستقويـــن على الضّعيف ... فوالله نحنُ ضُعَفاءُ عند قولِ
اسمِكِ .... عند رؤيتِكِ ... عند سماعِكِ ... هل كلّ هذا التجبّر ...
فقط لأننا لا نقوى على مقاوَمةِ ذرّة جمالٍ خُلقت في زمنٍ بَعيــد ....
و لمْـ تَقبل بأيٍّ كانَ الحبيبْ .... ما ذنْبُنا .... إنْ وُلِدنا يُتَماء ....
إنْ خُلقنا ضُعفاء .... لا نملِك حَولاً و لا قوّةً أمَام نظرةٍ فوقَ
رِمْشِكِ .... عطشى ننتظر أن نَرتَوي بِغَمزةٍ من عينِكِ ...
هذه العين التي أبَتْ .... إلا أنْ تَرَى في
مخيِّلتها أروَع الصُّورِ وَ أَحْلى الكلِماتْ ....
في ليلة و ضُحاها .... ملكتِ قلوبَنا
و رميتِنا في سِجنٍ مِن أروعَ مـا يَكونْ ...
فوالله لو كلَ السَجون كسِجْنِكِ ... لفَعَلْتُ الجَرائِمَـ
كلَّ يومٍ .... و حكمْتُ على نَفسي في كلَ يومـٍ ألْفَ تُهْمَة ....
فَربما أرى رَوْعةََ أنْ نُسْجَنَ بين ذِراعيكِ .... و أن
تَحْكُمـَ علينا هذه العُيونْ ... حُكِم علينا
و رَضِينا .... فليسَ جَميعُ المَحاكِمـِ تُرْضِي
المَحْكُومـْ ... حَكْمنــا أن نَكونْ ...
و مـا أحلَى أن نَكـونْ .
شُنقتْ قُلوبُنا .... فَهل مِنَ القَلبِ
يُشْنَقُ المَحكومـْ ؟؟؟ .... رُبِطنا بِحِبالٍ
و رُمِيْنا في بحرٍ منَ الجُنونْ .... فالسّجّانُ وَ الحاكِمُـ
مَجْنون .... و الشّاهِدُ خائفٌ أنْ يُحرِّكـَ شفاهَهُ .... خائفٌ
أنْ يقولَ الحَقيقةَ للجَميعْ .... فهلْ لِهذهِ الدَّرجةِ نخافُ مِنكِ
يا سيّدتِي ؟؟؟ .... الجَريمةُ هيَ الشّنقُ و سرِقةْ قُلوبْ .... القاتِل
فيها أنتِ يا سيّدتي .... و المقتولُ نَحنْ ... نَعـمْ .... لقد
قتلتِ قلوبَنا و رميتِها بينَ ذراعيكِ .... في بَحرِ عيونكِ ....
هل مِن المُهمِّ يا تُرى أنْ تَظْهر أداةُ
الجَريمَة ؟؟؟ ... هلْ منَ المُهمِّ أنْ
نعرف السِّلاحْ ؟؟؟ ....
و يا لهُ مِن سِلاحْ ....
لَو جَمَعْنا كلّ مَن فِي هذا العالَمْ ...
لمَا اسْتطاعَ أنْ يفُكّ طلاسِمَ هذه القضيّة ....
فنصيبُنا أنْ نُرْمى في المَلفِّ المَجْهولْ ....
القَضِيّة مُسْتَمرّة .... وَ المَحكُومُـ مَسْجُونْ .... الشّاهِد
خَائنٌ لا يَعتَرِفُ بالحَقيقَة .... شَاهِدٌ يَرِى وَ يَعْترُفُ بِكُلِّ شَيءْ .....
وَ شَاهِد يُنكِرُ أَنّهُ رَأىْ كُلّ شَيْءْ .... لَكِنْ فِي النِّهايَِةِ
الْجَميعُ يَعْلَمُ الحَقِيقةْ .... حَقِيقَةَ جُرْمِكِ
يــَـا سَيِّدتي ... يــَـا أَجْملَ مَنْ سَرَقَ
رُوْحْ ...يـَا أَرَقّ مَنْ سَرَقَ قُـلُــوبْ ....
يــَـا مَنْ حَكَمْتِي عَلَيّ بـِالْشّنْقِ....
نَعَمْ .... فَقَدْ رَبَطْتِِ
حَوْلَ قَلْبِي الْحَبْلَ ..
فَهلْ مِــنَ
الْقَلْبِ يُشْنَقُ
المَحْكُوْمْـ
كيفَ للسّحرِ
أنْ يستمِرْ ؟؟؟ .... و كيفَ
للسّاحِرِ أنْ يبْقَى عَلى سِحْره سِنين ؟؟؟ ....
فيْ زَمَنٍ مَضى ... كَانَ هِوايةَ الكَثيريـــنْ ....
كانَ قوّة الكثيرينْ .... لكنّهم إتفقوا على أنْ يَقتُلوا
كلّ ساحِر , كلّ شخصٍ سَحَر غيره و مَلَكَ منه شيئا ....
لكنهم لمْ يتوقعوا أنَّ هناك سَاحِر لم و لن يزول ....
سِحْرك أنتِ يا سيّدتي .... يـَا جميلتِي .... يـَا مَعشوقتي ....
يـَا سجّانَتي و سَاحِرتي .... فكيفَ مَا زِلْتِ
بِسِحَرِكِ تسْحَرين ؟؟؟ . .يــَا مَنْ مَلكتِني ...
كيفَ يُمكنُ أنْ يَبكي السَجين على ألَمِ
سجّانه ؟؟؟ .... كيفَ يُمكن أنْ
يَذْرِفَ المَسْروق الدّموعَ
علَى مَن سَرَقَه ؟؟؟ ...
فهلْ بِهذه الرّوْعة
هُو المُجرمُـ
المَجْنُونْ
يـَـا قَمراً مَلَكَ
كلّ ما أملُك .... يَا بَحراً
غَرِقتْ فِيهِ العُيونْ .... يــَا شَمساً أعمَتْني ...
يــَـا وَرْداً حلّقت فَوقَه الطّيورْ .... يَا مَنْ مَهما
خَرج َ مِن لِساني كَلِمات ... فلن بالسّهولةِ
أصِفُ الحَبيبْ .... كمْ أَنْتِ جميلةٌ يـَـا
سيّدتي ... و كمْ أَنـــا
أمامَكِ ضَعيفْ
مَن أنتِ يــَـا سيّدتي ؟؟؟؟ ....
خَرجَ الشّوقُ مِن عينيكِ ... و تمايلَ
جَسَدك أمـَـام التّاريـْـــخْ .... رَسمتِ أجملَ لَوحةٍ ....
وَ مَزجْتِ أَرْوَعَ الألْوانْ .... يــَـا شَاعِرةً أَخْرجت ِمن
لِسانِها أرْوَع الكلماتْ .... وَ مَلَكَتْ أَحلى الذّكْرَياتْ ....
هَلْ بِالذّكْرَى الأَلِيمةِ نَنْسَى الضَّحِكات ؟؟؟ ... أمْ قـَــدْ تَغُصُّ
على قلوبِنا أقْسَى الحِكاياتْ .... مهْمَا كانَ بَيننا
طَريقٌ طَويلْ .... وَ مَهْما وَقَفَ أَمَامَنا
الكَثير .... لنْ نُعْطِي قُلوبَنَا إلاّ لِمَنْ
يَستَحق .... إلاّ لِمَن اسْتَطاعَ أنْ
يمتلِكَنا وَ يَرمينا فِي بَحْرِه ...
و من غيركـ يا سيدتي ...
يـا أروع أميرة ....
ألمانيا فَمَا أَحْلَى أنْ يُسْجَنَ السّجِينُ فِي سِجْنٍ سَجَّانُهُ لاَ يَسْجُِِن
إلاَّ مَنْ يُسْجَنَ قَلْبُهْ .
END